بعد احتسائي لقهوتي في هذا الظالم الدامس، قررت أن أخلد إلى النوم، لكن ثمة شيء أرق مضجعي، جلعني أفكر وأفكر ماذا بك ياحسين.. صحيح أن القهوة تساعد على عدم النوم لكنك معتاد على هذا الوضع، فالمجهود اليومي متعب، سمعت همساً في أذني:
ياهذا منذ متى لم ترى صديقك "ألماس بريلو" أتدري ما أخباره .. مضى زمن والقيود بيده، منذ متى لم تطلق سراحه ليتجول بالاتيني كيفما يشاء ..؟!
ألهذه الدرجة أنت قاسي ..!!
لا،لا .. سأذهب لأطمئن على أحواله ..
لحظة .. لدي بعض الخربشات أردت أن أكتبها
مرت أحداث لم أعلق عليها
حسين: السلام عليكم ..
ألماس بريلو: وعليكم السلام ..أينك يا صاحبي ؟
حسين: أعذرني، ظروفي قاسية هذه الفترة، دعني أتقلم مع أوقات العمل الجديدة، وأعدك أن أعطيك متنفس أكثر بالاتيني ..
ألماس بريلو: لديك بعض الرسائل، أذهب ورد عليها..
حسين: حسنا، وبعدها دعني وشأني سأفرغ لك ما عندي وأذهب، لدي بعض قصاصات الورق جلبتها معي ..
ألماس بريلو: سمعا وطاعة ...
ـــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ..
أعزائي جلبت لكم معي بعض القصاصات لنناقش بعضها، فهي بمجموعها أمور أحببت أن أعلق عليها، ولأبدأ بأولها :
ما من محبة قوية راسخة تأتي الا من بعد عدواة واهية
باختصار هي أبسط جملة للتعليق على ما قرأته في موضوع لنضال ومن الأسماء المهداة لها (محمد السقار)، صمت في بادئ الأمر، بعدها تمتمت: فعلا هي كذلك ..
وهل قصتي مع رائد ببعيدة – فالإثنتان بداية متشابهة ونهاية واحدة..
نسأل الله أن ينزع ما في قلوبنا من غل لإخواننا، وأبدأ بنفسي لأعتذر من أي شخص أسأت في حقه يوم من الأيام .. وجزيل الشكر للعزيز نضال على الإهداء ..
جزيل الشكر للأخ طلال (Gallardo)
أوقات العمل في تلك الصيديلية المعتوهة بات متعباً، ويسلب الوقت كثيراً فلم يكن لدي متسع من الوقت لأمارس بعض الأمور الروتينية سابقاً كزيارة الاتيني أو الشبكة العنكبوتية بشكل عام، ولكني كنت حريصاً على متابعة أخبار التانجو بين الحين والآخر، وهذا ما سهله علي الأخ طلال من خلال جهوده المتواصلة والمميزة في عمل مجلة البسيليست ... كل الشكر والتقدير لك أخي طلال..
وعند الحديث بشكل سريع على أبرز الأحداث على المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني، ما أسفرت عنه 4 جولات لكل منتخب:
باسيلي ضعيف من دون رومان
هو أبرز عنوان يمكن إطلاقه على الجولات ال4 المنقضية، فلست بصدد أن أنتقد المدرب بشكل شامل فهذا يحتاج لوقت طويل وتفصيل دقيق، فبعيداً عن خططه العقيمة باللعب ب3 ارتكازات والأفراد يلعبون بنفس الطريقة على اختلاف الأسلوب في تأدية الواجب وتشابههم في نفس التحركات في الملعب فهم من طراز واحد، وبعيداً عن كتف اليدين بعد طرد المعتوه تيفيز...
هناك نقط محورية، اعتقد أن الجميع هنا على اتفاق بأن الأرجنتين هي الرقم واحد حالياً من حيث الخامات في خط وسط الملعب، لم أقول كمنتخب كامل إنما فقط خط الوسط بجميع أصنافه، العلة في باسيلي أنه مع وجود هذه الخامة لم يمتلك الثقة بأن يلعب ضد أحد الدول من التصنيف الثاني أو حتى الثالث على مستوى القارة وببيونس آيرس وبين جمهوره من غير رومان ريكولمي ...
وسؤالي هل كانت الأرجنتين قادرة على الفوز على تشيلي من غير ضربيتن ثابتيتن لرومان وضربيتن إشارة واضحة إلا أنها مجهود شخصي بحت لم يشارك فيه أي لاعب آخر ضمن الفريق ..
هنا ضعف باسيلي الأساسي .. ولاداعي للشرح المفصل لباقي المباريات ولكن يكفي القول بأن رومان متصدر ترتيب الهدافين ب4 أهداف -3 منها ضربات ثابتة ما يعني أنه يمتلك نصف المحصلة التهديفيه للمنتخب ...
أتساءل..؟ لوكان مدرباً آخر، ألن يستطيع أي يكون توليفة مناسبة للمباريات ال4 الماضية إلى حين عودة رومان ..؟ بالتأكيد هو سهل بالنسبة لأي مدرب يستحق تولي منصب تدريب المنتخب الأرجنتيني ..
وعند العروج على المنتخب البرازيلي، أقول:
البرازيل مع دونغا واقعية لأقصى الحدود
وأيضا بالنسبة لدونغا لست بصدد ذكر إجابياته وسلبياته، لكن لي تعليق بسيط على عنوان صحيفة السامبا هنا بعد مباراة كولمبيا ...
" عدنا بنقطة ثمينة من الأراضي الكولمبية" ،، صحيح أن كرة القدم تغيرت وأصبح الفوز على الفرق السهلة ليس بالبساطة ولكن أن تكون الفكرة راسخة بأن نقطة من كولمبيا على أرضها تعتبر نقطة ثمينة.. لو يسمعها شخص حديث الولادة بالتأكيد سيعتقد أن كولمبيا هي صاحبة كأس العالم 5 مرات والبرازيل إحدى دول القارة الاتيني التي تنافس على مركز يؤهلها للحدث العالمي ..
من جهة أخرى أحيانا أرى أن من شاهد مبارة كولمبيا والبرازيل بلاشك سيتيقن بأن البرازيل خرجت بنقطة تعتبر من أثمن النقاط .. ليس تناقض ولكنها أمور متشابكة
من وجهة نظري أعتقد أن لدونغا اليد الأكبر في تشابك الأمور ...
كاكا وميسي ، ومن الأفضل
حالياً أرى أن الأخبار منشغلة بالكرة الذهبية وكالعادة تحليلات كثيرة نسمعها من المتابعين الرياضيين حول الأجدر بالفوز، والبعض الآخر الساقط من عقله نظرية الأفضل حتى لو كان الحكم يقتصر لسنة واحدة، تراه في هذه الفترة منهمك في إعادة نشر قناعاته ولا من مجيب ..
ومن وجهة نظري بعيداً عن مسمى الجائزة، كمثل " الفرانس فوتبول " التي تعتبر الأكثر مصداقية ، أقول بأن كل الجوائز سواء كانت أفضل لاعب بالعالم التي تمنحها الفيفا خصوصا أو أي جائزة ذات مستوى مرموق .. فكلها تهدف لأبرز هدف ولن أقول الهدف الأوحد.. هي باختصار تقع تحت مسمى:
( الإحتياجات الحالية للسوق الرياضية )!!
رومان ريكولمي .. متى الإنصاف ؟
وأختم حديثي برومان ريكولمي فقرأت للتو خبر رجوعه " للابامبونيرا "، فأقول بهذا الشأن، صحيح أن الزمن لم ينصف رومان وفي أغلب الأحيان كان ضده طوال تسلسل مسيرته الرياضية، إلا أنه في الوقت الحالي قادر على التعويض ولو بالقليل، فالتعويض لم ولن يكون على الساحه المحلية بالدوري الأرجنيتني ..
فعرض إنتر ميلانو قادر على أن يعيد رومان أو لن أقول يعيد فهو لم يتربع بصورة طاغية على هرم الاعبين على المستوى الأوروبي، إذا لأقول قادر على أن يعطي رومان المكانة الحقيقة لمدة 3 سنوات على الأقل، فزيدان بدأ ربيعه بالريال بمثل عمر رومان الحالي، ولكن رومان يفضل التراجع والإستسلام..
عندها لو سألني أحد: ما رأيك في رومان؟
لن أجيبه بشرح ماهية رومان في أرض الملعب وما يمتلكه من خامه نادرة في العقدين الأخيرين..
بل سأكتفي بالقول: " رومان ريكولمي لاعب أرجنتيني قضى الزمن على نصف حياته والنصف الآخر قضى عليه بنفسه " ...